الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

شطحات زكريا بطرس

  قصة الخلق هو آخر فصل في كتيب القمص زكريا بطرس ( تساؤلات حول القرآن ) وفيه يتعرض لمصداقية الدكتور زغلول النجار معاتبا إياه علي عدم الإتطلاع علي الكتاب المقدس وحرمان نفسه من معرفة ما جاء فيه من إعجاز علمي .. وفي هذا الفصل سوف نعرض ما يقدمه القمص زكريا بطرس علي أنه إعجاز علمي في الكتاب المقدس



 قرأت كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)  للدكتور زغلول النجار، وهو أستاذ علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والغربية، وزميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها، ومدير معهد مارك فيلد للدراسات العليا بالمملكة المتحدة
.
بعد هذه المقدمة يعرض
القمص زكريا بطرس اعتراضاته علي ما جاء في كتاب الدكتور زغلول النجار بخصوص الإعجاز العلمي في القرآن ويبدأ بعتاب   "  لماذا لم يبحث في الكتاب المقدس " أي  لو بحث لوجد ان الكتاب المقدس قد سبق القرآن في الإشارات العلمية, وسرعان ما يبدأ القمص في إلقاء التهم فيقول

" ماذا يفعل هذا العالم الجليل عندما يكتشفُ سامعوه وقارؤوا كتبِه، الحقيقةَ التي تعمد إخفاءها عنهم، فيجدوها واضحة جلية في الكتاب المقدس الذي كُتِبَ قبلُ الإسلام بآلاف السنين "

ويبدو أن القمص زكريا بطرس صدق ان الحمار قد يكون أحيانا أحكم من النبي[1] فقرر أن يصارع الدكتور زغلول النجار,  فيقول موجها الحديث إليه

  "  أقول لسيادته هل قرأت قصة الخلق في أكثر دقة وسلاسة في سفر التكوين الذي كتب قبل الإسلام بحوالي 2000 سنة؟ اسمع ما يقوله الكتاب المقدس في أول صفحة منه، أي في الإصحاح الأول من سفر التكوين: "في البدء خلق الله السمواتِ والأرضَ. وكانت الأرضُ خربةً وخاليةً وعلى وجهِ الغمرِ ظلمةٌ، وروح الله يرف على وجه المياه... وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآياتٍ وأوقات وأيام وسنين. وتكون أنواراً في جلد السماء لتنير على الأرض. وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين. النور الأكبر لحكم النهار، والأصغر لحكم الليل. والنجوم جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل، ولتفصل بين النور والظلمة" (سفر التكوين إصحاح 1 : 1ـ 19) "

ويضيف
"   هل وجدت يا عزيزي، دقة وسلاسة نظير هذا الكلام. أرجوك أن تقرأ الكتاب المقدس، أي التوراة والإنجيل لتستزيد علما "

كنت أحسب أن الصراصير لا تقرف من البراز لكن يبدو اني كنت مخطأ, ألا ترون ان زكريا بطرس يتأفف من ذكر النصوص كاملة بقفزه من العدد الأول الي الرابع عشر, انها قفزة أشبه بقفزات الإله يهوه بعد كل خلق يخلقه, وذلك تعبيرا عن سعادته حين يكتشف جمال ما خلقه
 لقد تجاهل القمص زكريا بطرس أهم النصوص دقة وإعجازا
لقد تجاهل خلق الجلد, تلك المادة الصلبة التي سماها يهوه السماء بثقوبها  التي تمطر الأرض بعد أن فصل يهوه بين مياه الأرض ومياه السماء,  ولا ننس أن يهوه قبلها قد خلق الليل والنهار فقال تلك العبارة الدقيقة " وكان صباحا وكان مساء يوما واحدا ويا لها من دقة حين بتعاقب الليل والنهار قبل أن يخلق يهوه الشمس بل وتنبت النباتات وتتكاثر الحيوانات بدون حاجة الي حرارة الشمس, ثم يقول يهوه بدقته المعهودة "  لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل " [2] ثم يقول " فمعل الله النورين العظيمين "[3] أي الشمس والقمر لتعاقب الليل والنهار ولقد سبق ان قال ثلاثة مرات تلك العبارة الدقيقة " وكان مساء وكان صباح "
وأمام هذا ليس لنا ألا أن نكرر عبارة زكريا بطرس الدقيقة
" هل وجدت يا عزيزي، دقة وسلاسة نظير هذا الكلام. أرجوك أن تقرأ الكتاب المقدس "
ثم يحشر القمص زكريا بطرس علم الفلك في الكتاب المقدس علي أساس ان الكتاب المقدس ذكر أسماء كثيرة للنجوم فيقول
" ففي سفر أيوب الذي كُتِبَ قبل الإسلام بحوالي 2600 سنة نجد ذكرا لأسماء كثير من النجوم والكواكب لم يذكر القرآن الكريم ـ مع احترامنا له ـ شيئا نظيرها: "
ونحن بدورنا نقول أن الكتاب المقدس ذكر سلالات وأنساب لا حصر لها بل ان سفرين من أسفار الكتاب المقدس ليس فيها سوي أسماء فهل هذا يعني ان الكتاب المقدس ضليع في مجال النثروبولوجيا تماما مثل أي طفل في الصومال لقنه أباه اسماه أجداده, يبدوا ان هذا هو فهم زكريا بطرس غير أننا نري ان مثل هذا التلقين لم يجلب للصوماليين إلا ويلات الحرب الأهلية وللنصاري الدونية فلولا عناية الكتاب المقدس بهذه السلالات لما وصف يسوع النصاري من غير اليهود بالكلاب والخنازير[4] ولما قال بولس " لسنا أبناء الجارية "[5] إشارة الي هاجر زوجة ابراهيم عليه السلام
ويدلنا القمص زكريا بطرس علي تلك الإصحاحات التي أتت بما لم يأتي به القرآن فيقول

"  ففي (أيوب 9: 7ـ9) يقول: "الآمر الشمس ... و (الذي) يختم على النجوم. الباسط السموات وحده ... صانع النعش والجبار والثريا ومخادع الجنوب" (وهي أسماء ومواقع لبعض النجوم) "
ويضيف زكريا بطرس
"  وفي (أيوب 38: 31و32) يقول الله لأيوب النبي ليظهر ضعفه: "هل تربط أنت عُقْدَ الثُّرَيًّا أو تفك رُبُطَ الجَبَّارِ، أتُخْرِجُ المَنَازِلَ في أوقاتها، وتَهدِي النَّعُشَ مع بَنَاتِه، هل عرفت سنًنَ (أي قوانين) السموات أو جعلت تسلطها (أي تحكمها) على الأرض؟" (وذلك أيضا أسماء ومواقع لبعض النجوم تتوافق مع المعروف في علم الفلك)  ولكن دعنا نناقش ذلك بأكثر تدقيق: "

العبارة التي تلفت النظر هنا,  قول القمص
" وذلك أيضا أسماء ومواقع لبعض النجوم "
قد لا تكون للعبارة أي مغزى سوي ان القرآن أخذ بلبه رغم حقده عليه ولكن لنتجاوز ذلك
ودعونا نذكر القمص زكريا بطرس ان النصوص الني ذكرها سبقتها نصا أكثر إعجازا وهو (  المزعزع الارض من مقرها فتتزلزل اعمدتها  )
ولا ندر لما يتكاسل علماء النصاري علي تقديم هذا النص الإعجازي إلي الهيئات المختصة ونحن ندعو الدكتور زغلول النجار أن يقوم بالواجب إذا تكاسل النصارى وبالمرة يطالب بتسجيل براعة اختراع لكاتب سفر أيوب الذي إكتشف نجوما مهمة كما إكتشف اين تذهب النجوم بالنهار قبل ان يعرف أحد من العلناء ان الإله يخفيها في مخادع الجنوب أي في حجرات في الجهة الجنوبية من السماء 
يقول القمص زكريا بطرس عن عبارة عقد الثريا انها عبارة تتفق"" تماما مع العلم الحديث الذي قال عن الثريا: [هي عنقود في كوكبة الثور يحتوي على بضع مئات من النجوم "

ويقول أيضا مقتبسا من قاموس الكتاب المقدس
" ولقد كان العبرانيون الأول والساميون عامة (أي من قديم الزمن) يعنون عناية خاصة بدراسة الفلك "
ويبدوا أن اليهود فعلا أناس غلاظ الرقبة فما كان لهم أن يهتموا بالنجوم حيث ان الإله يهوه عنفهم في ذلك (  قد ضعفت من كثرة مشوراتك.ليقف قاسمو السماء الراصدون النجوم المعرفون عند رؤوس الشهور ويخلصوك مما ياتي عليك.* ها انهم قد صاروا كالقش.احرقتهم النار) [6] وإن كان اليهود غلاظ الرقبة فإن النصارى غلاظ القلوب فأرهقونا بإختلاف الترجمات فلا يدر احدنا أهي عقد الثريا أم جمال ثريا ولا سعادة ثريا ويبدوا لي ان الأخذ ب " سعادة ثريا" أولي لورود هذه الصيغة في نسخة المازوري اليهودية, غير أنه ثمة مشكلة لا نجد لها حلا وهي ان لغة سفر أيوب قد لا تكون العبرية إذ ان المفسرين يقولون ان أسماء بعض النجوم ليست عبرية الأصل بل عربية وللخروج من هذا المأزق ننصح القمص زكريا بطرس ان يشلح هؤلاء المفسرين وعلي رأسهم آدم كلارك ولكن ماذا نفعل في موسوعة النسخة القياسية التي تثير الشكوك حول اسم نجم النعش حيث تقول ان نطقها في أيوب 9/9 يختلف عن أيوب 38/32 ولم تنس الموسوعة ان تذكرنا ان أصل الاسم عربي ... ولا ندر كم شعرة سوف تبقي علي صلعة زكريا بطرس بعد هذه المعلومات لكن لا اشك أنه لن تبق شعرة علي صلعته حين يجد هذه الأسماء لا تكاد تخلوا من شعر من أشعار الجاهلية

تلك كانت بعض النصوص الإعجازية في الكتاب المقدس مع مشاكل صغيرة لا نظن اللهوتيون يجدون صعوبة في حلها أما عن المشكلة التي حيرت اللهوتيين بخصوص علم الفلك فتتعلق بإستهانة الإله يهوه بحجم النجوم حين وصف الشمس والقمر بالنورين العظيمين[7]  وما الشمس إلا نجما متواضعا مقارنة بالنجوم الأخرى وما القمر إلا تابعا للأرض والشمس أكبر من الأرض ب 300 إلف مرة ويستمد القمر الضوء من الشمس وليس له ضوء في ذاته لكن كاتب سفر ينقل لنا بأمانة ما شاهده بعينيه متوهما ان الشمس والقمر أكبر نجمين بينما النجوم الأخرى لم تكن حسب رؤيته إلا قناديل معلقة سوف تتساقط كورق الشجر علي الأرض  ما كما ذكر في سفر الرؤيا 6/13
ليس من السهل أن نقنع الدكتور زغلول النجار في تبني هذه المعجزات ولكن لا بأس من المحاولة وعلي زكريا بطرس أن يكون أكثر أدبا مع المتخصصين إذا أراد منهم خدمة ولا يليق أن يقدم إلينا دكتورا ويقول عنه انه أستاذ علوم الأرض بعدد من الجامعات الغربية وأنه مدير معهد مارك فيلد البريطانية وثم يتحداه وما هو إلا كاهنا تخصص في الأفخارستيا أي علم أكل الآلهة
 (1) رسالة بطرس الثانية2/16
(2) التكوين 1/14
(3) التكوين 1/16
(4) متي 7/6
(5)غلاطية  4/31
(6) اشعياء 47/13
هوامش
(7) التكوين 1/16

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق