الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

شطحات زكريا بطرس 2

هل تحب زوجتك ؟؟ هل تحبك زوجتك ؟؟ إن كنت تحبها وتحبك, هل ترجوا أن يجمعك الله بها في الجنة, هل تحب أن تظل علاقتكما كما كانت في الدنيا ؟؟ وهل هناك من لا يحب ذلك ؟؟ لا..  غير أن النصارى يرون أن العلاقة يجب أن تتغير لقداسة الملكوت ويرون ان العلاقة الزوجية في الملكوت مما لا يليق بالملكوت لاعتقادهم بأن العلاقة الجنسية قذارة يجب تجنبها ما لم تكن هناك ضرورة وفي هذا الفصل نرد علي سخرية زكريا بطرس مما سماه "  النكاح في الجنة " ونلقي الضوء علي النص الذي يعتمد عليه النصارى في إنكار استمرار العلاقة الزوجية في الجنة



يقول الماجن زكريا بطرس بالعامية المصرية
" الكلمة القبيحة في الجنة !!! "
ويطلق الماجن ضحكة كضحكة أهوليبة أثناء الزغزغة ويسأل
" الكلمة القبيحة هتوصل للجنة ... هي جنة القباحة مع 72  من الحوريات والغلمان .. هل الجنة هيبقي فيها القباحة دي  .. حنة الملذات  .. تبقي تقابلني وتطف في وجهي لو شفتها أو لقيتها جنة بالشكل ده "

يحاول القمص أن يوحي إلي مستمعيه بوجود علاقة جنسية مع الغلمان في الجنة بالطبع دون أن يبرهن علي قوله وما لا برهان عليه لن نخوض فيه ولعله استلهمها من ذكرياته في الكنيسة حيث تنتشر فيها مثل هذه العلاقات, والإحصائيات المخيفة عن اغتصاب الأطفال في الكنائس في متناول الجميع كما ان الملايين الدولارات التي دفعتها الكنيسة لضحاياها أمر لم يعد سرا ولله الحمد لم نسمع عن حالة واحدة حدثت في مسجد
استوقفتني عبارة " جنة الملذات " وهي عبارة تشير إلي علاقة النصرانية بالفلسفات الوثنية فقد خصصنا فصلا لهذه العلاقة، وسوف نفصل في ذلك الموضوع، بينما نسأل القمص حاليا
ما هي الكلمة المقابلة اللذة ؟؟
الجواب هو, الألم , وكون القمص الماجن يسخر من الجنة الملذات يعني انه يريدها جنة الآلام والآلام في النار, فهل مات الخروف من أجل الماجن كي يذهب به إلي النار؟؟ فيجب علي نفسه ونحن لسنا بانتظار جواب منه

يلاحظ ان القمص لا يزال يسمي الزواج قبح ووقاحة علما أن علاقة المؤمن بالحوريات علاقة زوجية حيث يقول الله سبحانه وتعالي
كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (  الدخان : 54 )


ومعلوم لدي الكل أن جميع الأمم متفقة علي إن الزواج فضيلة والسفاح رذيلة مما يدل علي فساد خلق الماجن زكريا بطرس حين يسمي الزواج وقاحة ولن نكل عن تذكير القمص بأن يعتقد بأن نجارا علي حافة القبر نكح أم معبوده حين كانت في العاشرة من العمر مما يعني انه يسفهها ويرميها بالوقاحة والقبح , وسؤال آخر يطرح نفسه .. ما هي علاقة النجار بزوجته في الملكوت, هل سوف يفرق بينهما، وكذلك كل نصراني مات متزوجا .. هل يقضي علي الحب الذي كان بينهما ويفترقان في الملكوت , هل سوف يفرق بين النجار وزوجته أي هل سوف يطلقها .. هل يقع الطلاق في الملكوت ولقد حرم علي الأرض إلا بعلة الزنا .. أليست أم الإله جسدا واحدا مع ناكحها وفقا لما جاء في سفر التكوين 2/24 (لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا.) وحين قال آدم هذه العبارة كان لا يزال في الجنة وقد كانت حواء زوجته وقد خاطبه الإله كزوج في التكوين 3/17 ( وقال لآدم لانك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة ) ... ألم يسمع الماجن زكريا بطرس عن هذه العلاقة الزوجية في الجنة بين آدم وحواء فلم يعرف ان الذي زوج آدم بحواء يزوج المؤمنين بالحوريات .. حتي إن لم يسمع الماجن بهذا النص, ألا تعتقد النصرانية أن الزواج علاقة مقدسة .. وان سر الزيجة احد الأسرار السبعة للكنيسة .. فكيف تحولت القداسة إلي نجاسة لدي زكريا بطرس

هل يعلم الماجن زكريا بطرس أن وصية الزواج هي أول وصية وفقا للكتاب المقدس، فقبل أن يوصي يهوه بعدم الأكل من الشجرة قال في 1/28 (اثمروا واكثروا واملأوا الارض ) ولا يكون التكاثر الا بالزواج الا إذا كان القمص يفهم من النص أن الإله يأمر بالتكاثر عن طريقة غير شرعية
لقد كانت هذه الوصية في الجنة ولقد تم الزواج لذلك يخاطب الإله يهوه آدم، بما يفهم منه انه زوج حواء وكان من المفترض أن يحدث هذا التكاثر في الجنة كما يقول المفسر الكبير أنطونيوس فكري في تفسيره للتكوين 1/28
"
هنا هي بركة روحية وبركة جسدية للزواج ليزيد عددهم ويملأوا الأرض لذلك كل من يفكر
في أن سقطة آدم هي أنه عاشر زوجته حواء يكون خاطئاً فهل تخرج بركة من خطية . والله
قال لهم أثمروا قبل أن يسقطا . إذا علاقة الزوج بزوجته عطية وليس خطية
." ( ص 41 )

إن قول أنطونيوس فكري يؤكد مدي دناءة الماجن زكريا بطرس فبينما يصف الماجن الزواج بالقبح والوقاحة نجد أنطونيوس يصف الزواج بالبركة روحية وجسدية كما أنه يؤكد العلاقة الزوجية بين آدم وحواء وينفي أن تكون المعاشرة الزوجية بينهما سقوطا وكيف وقد أمرهم الإله بالتكاثر
ويؤكد أنطونيوس فكري ان الإنجاب كان أمر حتميا حتي لو ظلا في الجنة لأنجبا في الجنة غير أنه يري  اختلاف وسيلة الإنجاب وإن لم يأتي بدليل

ولكن قبل السقوط كان الإنجاب يتحقق لا كثمرة للشهوة وإنما كجزء من مجد الزواج الذي أسسه الله .لقد خلق الله آدم وحواء لينجبا حتي لو لم يسقطا في العصيان . ولكن الشهوة أتت كثمرة من ثمار الخطية والعصيان ."  ( ص 42 )

النص الوحيد الذي يستند إليه الماجن في رفضه لفكرة الزواج في الجنة هو قول يسوع للصديقيين (لانهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء ) متي 22/30
وهذا النص لا يكف أن نبني عليه أمرا مخالفا لنصوص أخري كثيرة خاصة عندما نعلم أن الغرض من سؤال
الصدوقيين كان للاستهزاء من الفريسيين في شخص يسوع الذين آمنوا بقيامة الجسد ويبدوا من سياق الحديث أنهم أيضا آمنوا بالنكاح في الجنة (ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة.فإنها كانت للجميع ) متى 22/28

ولقد أفحم يسوع الصدوقيين الذين لا يؤمنون بقيامة الجسد حين قال لهم في 22/29 (تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله ) لقد ذكرهم بقوة الله الذي خلقهم أول مرة وكأنه يقول لهم لم تقدروا الله حق قدرة .. كيف تتعجبون من قيام الجسد يعد التحلل وقد خلقكم من عدم .. تضلون إذ لا تعرفون قدرة الله
هذا التفسير الذي أجمع عليه كبار المفسرين لا يتفق مع فهم النصارى للعدد 30 من النص (لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء ) لا يتفق معه لأنه يتعارض مع الإيمان بقيامة الجسد الذي أراد يسوع إثباته وأراد الصدوقيون نفيه أو علي الأقل يجعل حجة الصديقيين أقوي من حجة يسوع
بالإضافة إلي إرباك النص في حالة الأخذ بفهم زكريا بطرس , بالإضافة إلي ذلك النص لا ينف الحياة الزوجية  في الملكوت لعدة أسباب أولها ان النص لم يذكر عدم وجود أزواج في الملكوت ولكن التزويج .. يعني لا توجد  طقوس الزواج لأنه لا نوجد تشريعات في الملكوت فكما أن آدم كان زوجا لحواء في الجنة دون أن نسمع عن مأذون عقد بينهما كذلك المؤمنون لا يحتاجون إلي كاهن يقيم مراسم التزويج, أما التي مات عنها أزواجها فلا تشريع في الملكوت يحبرها أن تتزوج أخا بعينه كما تنص الشريعة اليهودية

الماجن زكريا بطرس فهم كلمة " كالملائكة " فها عير صحيح , ففهمه يخرج الحوار عن سياقه كما ان الكلمة لا تعني ان المؤمنين يكونون ملائكة ولكن فقط كالملائكة, أضف إلي ذلك إن الملائكة تأكل وتشرب وتنكح في الكتاب المقدس وقد رأينا كيف أن الملائكة ومعم الإله نفسه تناولوا وجبه دسمة مع إبراهيم كما نص سفر التكوين الإصحاح 18 بينما يفهم من الإصحاح السادس الفقرة الثانية ان الملائكة تزوجوا من البشر (  ان ابناء الله رأوا بنات الناس انهنّ حسنات.فاتّخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا.
كلمة بنوا الله تشير إلي الملائكة في الكتاب المقدس غير أن النصارى الآن يرفضون هذا التفسير رغم ان القصة وردت مفضلة في سفر أخنوخ الذي استشهد به يهوذا في
العهد الجديد وأشار إلي زواج الملائكة بالبشر تلميحا في 1/6  لذلك لم يتردد الآباء الأوائل بالأخذ بهذا التفسير مثل العلامة ترتليانوس في كتابه ضد مارقيون¹ والقديس إيريناوس في كتابه ضد الهراطقات²

يتضح مما سبق عدم وجود دليل علي الأفكار الشاذة التي يتبناها زكريا بطرس ومن سلك مسلكه فقد إتفقت الأمم علي أن الزواج عفة ولم يخرج عن هذا الإجماع حتي الكنيسة إذ جعلته سرا مقدسا من أسرار الكنيسة واعتبرته علاقة مقدسة وهبة ومن الله وقد رأينا كيف أن أبونا آدم كان متزوجا في الجنة بينما الاحتجاج بعبارة " كالملائكة " لا تغني من جوع طالما أن  الكتاب المقدس يقول بزواج االملائكة .. ورغم كل ما قدمنا من أدلة زكريا بطرس يريدها ملكوت خالي من الرجال .. فبعد أن كان زكريا بطرس ذكرا بشهوة سوف يخص ويفقد رجولته وهذا ما نسمه ملكوت للجنس الثالث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق